مكتب المحامي ايمن احمد الحسون

Details

بعد ملفي البرازيل وتشيلي.. أمريكا اللاتينية ستكون في صدارة ملاحقة الجنود الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

لندن- “القدس العربي”: ستصبح بعض دول منطقة أمريكا اللاتينية في صدارة دول العالم التي ستلاحق الجنود الإسرائيليين سواء المقيمين في أراضيها أو مجرد زائرين. وبدأ مسلسل الملاحقة في الآن في البرازيل وتشيلي وقد ينتقل إلى المكسيك. ومنذ أيام، نقلت الصحافة البرازيلية كيف أصدر قاض من هذا البلد أمرا للشرطة بالتحقيق مع جندي إسرائيلي، بناء على شكوى قدمتها منظمة حقوق الإنسان في البرازيل تتهمه بـ”المشاركة في عمليات هدم جماعي لمنازل المدنيين في غزة خلال حملة تدمير ممنهجة“. ونقلت الصحافة عن المحامية التي رفعت القضية نيابة عن المؤسسة، مايرا بينهيرو، قولها إن البرازيل ملزمة بضمان التحقيق في الجرائم المنصوص عليها في النظام الأساسي (جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية) والمعاقبة عليها، وذلك لكونها موقعة على نظام روما الأساسي. وبدأت جمعية “هند رجب” في ملاحقة الجنود الإسرائيليين الذين يزورون دولا أخرى أيضا، وتقدمت بطلبات في هذا الشأن إلى دول مثل تايلاند وسريلانكا وتشيلي. وجمعية “هند رجب” تأسست في بلجيكا وتحمل اسم طفلة فلسطينية تعرضت للقتل على أيدي قوات الاحتلال في قطاع غزة. وعلاقة بتشيلي، فقد أوردت الصحافة المحلية أن مجموعة من المحامين معروفة بـ”مجموعة 620″ وائتلافا آخر لمحامين من أجل فلسطين، قد طلبوا منذ أيام من الشرطة اعتقال جندي إسرائيلي “س ه” بتهمة التورط في جرائم ضد الإنسانية. وفرّ هذا الجندي إلى منطقة باتاغونيا جنوبي البلاد ويختفي الآن هناك. ومن المحتمل قيام كوماندوز إسرائيلي بمساعدته على الهرب، كما ساعد الجندي الملاحق في البرازيل على مغادرة البلاد. وأوضح المحامي نيلسون حداد، في تصريح للصحافة: ”لقد تقدمنا بالشكوى للتحقيق في هذه القضية والمضي قدماً كإجراء وقائي للقبض الفوري على هذا الجندي الإسرائيلي حتى يمكن محاسبته على الجرائم التي ارتكبها وتحمل مسؤوليته أمام القضاء الجنائي الدولي“. وجرى تقديم أدلة توثق تورط الجندي في جرائم ضد الإنسانية. وتوجد عوامل متعددة ستجعل منطقة أمريكا اللاتينية لأن تكون في صدارة الدول التي ستلاحق الجنود والمسؤولين الإسرائيليين بسبب الجرائم التي جرى ارتكابها، ومن ضمنها في المقام الأول، اتهام محكمة العدل الدولية خلال نوفمبر الماضي كلا من رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غلانت، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وعمليا، هذا الاتهام قابل للتكييف لكي يسري على مختلف المسؤولين الإسرائيليين وخاصة الجنود وعلى رأسهم الضباط. كما أن منظمة الأمم المتحدة وكبريات الجمعيات الحقوقية مثل أمنستي إنترناشونال وهيومن رايتس ووتش، تذهب في توجيه الاتهامات نفسها. في المقام الثاني، تعتبر بعض حكومات أمريكا اللاتينية مثل تشيلي والبرازيل وبوليفيا في صدارة الدول التي اعتبرت ما يجري في فلسطين جرائم ضد الإنسانية، بل إن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا قارن بين النازية والقوات الإسرائيلية. وعليه، فإن قضاء هذه الدول هو الأكثر قابلية لتلقي دعاوى ضد مسؤولين وجنود إسرائيليين. وهكذا، ستصبح ملاحقة الجنود الإسرائيليين بسبب جرائم الحرب في الخارج كابوسا حقيقيا لإسرائيل، وسيتسبب لها في الكثير من المشاكل الدبلوماسية مع عدد من الدول. ومما سيفاقم وضع إسرائيل، هو إصرار نشطاء حقوقيين من مختلف الدول على محاسبة المسؤولين عن جرائم الإبادة التي ارتكبها الكيان.