تعتبر محاكمة المناضلة الجزائرية «جميلة بوحيرد»... من أشهر المحاكمات التي شهدها منتصف القرن الماضي والتي تابعها العديد من الشعوب سواء في الجزائر أو الوطن العربي أو حتى في فرنسا، وتعد واحدة من مليون قصة لشهداء ثورة الجزائر لتصبح مثلا على التضحية من أجل حصول وطنها الجزائر على الاستقلال. وقد بدأت محاكمة جميلة في 11 يوليو العام 1957 بعد انتهاء التحقيق معها، وبعد أن رفض العديد من المحامين الفرنسيين الاشتراك في الدفاع عنها، لكن إرادة الشعب كانت الأقوى ولم تستطع قوات الاحتلال الفرنسية آنذاك تنفيذ حكم الإعدام. وجميلة بوحيرد أو «خنساء العرب»... لم تكن امرأة جزائرية عادية، لكن مناضلة صفق لها العالم طويلا محبة واعتزازا وتقديرا، وهي الشخصية التي اختارها التاريخ لتكون بين أبرز 5 شخصيات سياسية عاشت في القرن العشرين ولم تكن فقط اسما رنانا في التاريخ الجزائري، لكنها رمز من رموز الكرامة الإنسانية. الجزائر أمنا ولدت جميلة بوحيرد - بحسب ما أوردته صفحات على موقع موسوعة ويكيبيديا العربية - وترعرعت في عائلة متوسطة الحال وتلقت تعليمها في مدرسة فرنسية، وبالرغم من أن الجزائريين كانوا يرددون في طابور الصباح «فرنسا أمنا» لكن الطفلة الصغيرة «جميلة بوحيرد» كانت تصرخ قائلة «الجزائر أمنا» فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح، وعاقبها عقابا شديدا لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت شخصية المناضلة الكبيرة «جميلة بوحيرد» العام 1935،وسرعان ما انضمت لحركة المقاومة السرية عن طريق شقيقتها، وكانت جميلة بوحيرد فتاة جريئة للغاية. دور جميلة النضالي تمثل في كونها حلقة الوصل بين قائد الجبل في جبهة التحرير الجزائرية ومندوب القيادة في المدينة «ياسيف السعدي» وكانت المنشورات الفرنسية في المدينة آنذاك تعلن عن صفقة قوامها 100 ألف فرنك ثمنا لرأس السعدي وكانت جميلة بوحيرد في أحد الأيام متوجهة إلى «ياسيف السعدي» وكان هناك من يقوم بمراقبتها. وحاولت جميلة الهرب من تلك المراقبة غير أن جنود الاحتلال أدركوا ذلك فطاردوها وأطلقوا عليها الرصاص لإيقافها، وبالفعل استقرت إحدى الرصاصات في كتفها اليسرى، وبالرغم من ذلك حاولت بوحيرد الاستمرار في الإفلات من تلك المطاردة، لكن جسدها النحيل والجريح لم يتمكن من ذلك ودخلت الفتاة ذات الثانية والعشرين في غيبوبة. أفاقت جميلة بعد ذلك لتجد نفسها راقدة في المستشفى العسكري، وهناك لم تضيع قوات الاحتلال الفرنسي وقتا حيث قامت باستجوابها لإجبارها على الإفصاح عن مكان ذلك القائد الجزائري... الذي يرغبون في الإمساك به بأي ثمن. لكن المناضلة جميلة كانت متماسكة ومتمسكة بموقفها النضالي، فالإفشاء عن أماكن المناضلين يعني بالنسبة لها ضياع القضية التي تناضل من أجلها، لكن قوات الاحتلال الفرنسي أرادوا إجبارها على الاعتراف فهذا بالنسبة لهم صيد ثمين لا ينبغي أن يضيع من بين أيديهم. التعذيب صعقا بدأت بعد ذلك نوبات من التعذيب كانت تتلقاها المناضلة بوحيرد على يد قوات الاحتلال الفرنسي، واستمرت نوبات تعذيب بوحيرد لمدة 17 يوما متواصلة لإجبارها على الاعتراف واستخدموا فيها أشد أنواع التعذيب فقد وصل الأمر بهم إلى حد أن قام أحد جنود الاحتلال الفرنسي بتوصيل التيار الكهربائي إلى جميع أجزاء جسدها النحيل، واستمروا في تنفيذ ذلك حتى ان جسدها لم يتحمل المزيد فأصيبت بنزيف استمر 15 يوما، لكنهم لم يستطيعوا أن يجبروها على الحديث وأصرت على عدم الكلام وكان لسانها وجسدها أقوى من أي محاولات تعذيب تتعرض لها من قبل قوات الاحتلال الفرنسي. بعد هذه المرحلة انتقلت جميلة بوحيرد لسجن «باربدوس» أشهر مؤسسات التعذيب في العصر الحديث، وبدأت نوبات أخرى من التعذيب الأشد قسوة وضراوة، واستمرت إحدى جلساتها إلى 18 ساعة تعذيب متواصلة حتى إن جسدها الضعيف لم يتحمل ذلك فأغشي عليها وأصيبت بالهذيان وبعد تلك النوبات الشديدة من التعذيب بدأ بعدها السماح لها بوجود تحقيق رسمي. كل شرفاء العالم معك حضر التحقيق مع بوحيرد المحامي الفرنسي «مسيو فرجيس» الذي قال لجميلة بمجرد توليه الدفاع عنها «لست وحدك، فكل شرفاء العالم معك» كما رفض القاضي المشرف على التحقيق أن يمنحه ساعة واحدة للجلوس معها والاطلاع على ملابسات القضية، ولم يستجب القاضي إلا بعد أن هدده «مسيو فرجيس» بالانسحاب من القضية وأيدته المناضلة بوحيرد التهديد حيث أكدت أنها لن تجيب عن أي أسئلة إلا في وجود محاميها. واستمر التحقيق مع جميلة بوحيرد نحو شهر... لكن المناضلين لم يكونوا في حالة من الهدوء خاصة وأن أحد هؤلاء الذين ينتمون إليهم يقبع في السجن ويتعرض للتعذيب الشديد، وخلال التحقيق مع جميلة وقع حادث إلقاء مفرقعات بأحد المتاجر الجزائرية. وفي 11 يوليو العام 1957 بدأت محاكمة المناضلة جميلة بوحيرد، بعد انتهاء التحقيق معها، وبعد أن رفض العديد من المحامين الفرنسيين الاشتراك في الدفاع عن بوحيرد وذلك لرفض المحكمة إطلاعهم على ملف القضية، بالإضافة لرفضهم استبعاد التحقيقات التي تمت أثناء جلسات التعذيب التي تعرضت لها بوحيرد للحصول على معلومات تخص زملاءها المناضلين، والتي لم يستطيعوا أن يجبروها على الحديث والإفصاح عنهم. أخيرا تطوع المحامي الفرنسي «جاك فرجيس» للدفاع عن جميلة بوحيرد، وكانت جلسة المحاكمة الأولى مجرد سجال عقيم ومناقشات بين المحكمة وجميلة بوحيرد وزميلتها «بوعزة» ووجهت فيها المحكمة الاتهامات لهما، ما أجبر «بوعزة» على الاعتراف بأن جميلة بوحيرد هي التي حرضتها على إلقاء المتفجرات. لكن الغريب أن «بوعزة» كانت تتحدث بصوت عال وبشكل غير طبيعي وكأنها أجبرت على ذلك الاعتراف نتيجة لما تعرضت له من تعذيب داخل سجون قوات الاحتلال الفرنسي لكن الأداء غير الطبيعي لـ «بوعزة»... دعا المحامي الفرنسي مسيو فرجيس إلى تقديم طلب للمحكمة لعرض «بوعزة» على طبيب أمراض عقلية للكشف عن مدى الصدمات التي تعرضت لها أثناء التحقيق. لكن المحكمة رفضت طلب المحامي... الذي استمر في الدفاع عن جميلة بوحيرد وزملائها، وظلت المحكمة متشددة ومنحازة ما دفعه إلى إبلاغ المحكمة بأن احترامه للعدالة واحترامه لنفسه يضطره إلى الانسحاب وإلى إبلاغ نقيبهم بذلك في باريس، فالمحكمة كانت متواطئة وترفض طلبات الدفاع. وفي اليوم الثالث استجوبت المحكمة المناضلين الأربعة «جميلة بوحيرد وجميلة بوعزة وطالب وحافيد»، كما استمعت إلى الشهود وإلى ثلاثة من الأطباء المتخصصين في الأمراض العقلية والنفسية... بشأن الوقوف على الحالة العقلية لـ «بوعزة» والذين رفضوا الإفصاح عن حالتها بحجة سر المهنة. وكان من ضمن اعترافات بوعزة «19 سنة» داخل المحكمة قولها: إنه بناء على إشارة من جميلة بوحيرد وضعت بوعزة قنبلة في سلة المهملات يوم 9 نوفمبر 1956، وفي يوم 26 يناير 1957 وضعت قنبلة ثانية وانفجرت في مقهى آخر ونتج عن ذلك الانفجار مقتل شخصين. اتهامات استوجبت الإعدام تم تضمين ملف القضية صورة من تحقيق ادعت فيه المحكمة أن جميلة بوحيرد أدلت به، في حين أنكرت الأخيرة ذلك، وما كان من المحكمة إلا أن انتهت إلى توجيه عدد من التهم لجميلة بوحيرد ومن تلك الاتهامات «إحراز مفرقعات والاشتراك في حوادث قتل وفي حوادث شروع في قتل»، بالإضافة إلى تدمير مبان بالمفرقعات والاشتراك في حوادث مماثلة مع توجيه تهمة الانضمام إلى جماعة من القتلة «وخمسة فقط من هذه التهم عقوبتها الإعدام» لمن قام بها وذلك ما أرادت الحكومة المتواطئة القيام به. لم تدم تلك المحاكمة أكثر من عدة أيام فقط فقد كانت تعمل على تهيئة الأجواء لإعدام بوحيرد وكانت بوحيرد تدرك ذلك جيدا لكنها لم تتراجع عن أقوالها الحقيقية، وجاءت لحظة نطق المحكمة بالحكم المعد مسبقا وكانت المحكمة شكلية ونطقت بالحكم بإعدام جميلة بوحيرد، وهنا انطلقت جميلة في الضحك الهستيري في قوة وعصبية في نفس الوقت. ما دفع القاضي إلى أن يصرخ فيها قائلا: «لا تضحكي في موقف الجد» وكأنها محاولة من المحكمة لكي تفرض منطق الجدية على حكمها الذي كانت تشوبه الكثير من العيوب وليس فيه إلا جدية تزييف الحقائق. أحب بلدي وأريده حرا لم تقف بوحيرد صامتة عندما صدر الحكم بإعدامها، لكنها قالت في ثبات: «أيها السادة، إنني أعلم أنكم ستحكمون عليّ بالإعدام، لأن أولئك الذين تخدمونهم يتشوقون لرؤية الدماء، ومع ذلك فأنا بريئة، ولقد استندتم في محاولتكم إدانتي إلى أقوال فتاة مريضة مشيرة إلى زميلتها بوعزة ورفضتم عرضها على طبيب الأمراض العقلية بسبب مفهوم وإلى محضر تحقيق وضعه البوليس ورجال المظلات وأخفيتم أصله الحقيقي إلى اليوم، والحقيقة أنني أحب بلدي وأريد له الحرية، ولهذا أؤيد كفاح جبهة التحرير الوطني». واستطردت بوحيرد قائلة أمام المحكمة: إنكم ستحكمون عليّ بالإعدام لهذا السبب «تأييدها لجبهة التحرير الوطني الجزائرية» وحده بعد أن عذبتموني ولهذا السبب قتلتم إخوتي «بن مهيري» «وبومنجل» و«زضور»، ولكنكم إذا قتلتونا لا تنسوا أنكم بهذا تقتلون تقاليد الحرية الفرنسية ولا تنسوا أنكم بهذا تلطخون شرف بلادكم وتعرضون مستقبلها للخطر ولا تنسوا أنكم لن تنجحوا أبدا في منع الجزائر من الحصول على استقلالها. تلك الكلمات خرجت كصرخة مدوية من مناضلة كل ما تريده فقط الدفاع عن بلادها الجزائر من سطوة وسيطرة المحتل ورغبتها القوية في تحقيق الاستقلال لبلدها الذي يستحق أن يحظى بالحرية التي يريدها، لكن المحتل لم يكن يعرف كثيرا معنى الحرية للشعوب التي تريدها والتي يمكنها أن تبذل لأجل تلك الحرية كل غال وثمين من أرواح وأموال. أصداء مدوية صرخة بوحيرد المدوية أراد الله لها أن تزلزل جنبات المحكمة وليس هذا فحسب بل إن صداها المدوي خرج من قاعة المحكمة ليصل إلى أرجاء العالم كله، حيث ثار العالم لأجل تلك المناضلة جميلة التي لم يكن جرمها الذي ارتكبته إلا حب الوطن ومحاولة تحريره من ظلم احتلال غاشم يريد أن يبقى جاسما على صدر الأحرار من أبناء الوطن. ولم تكن الدول العربية وحدها هي التي شاركت في إبعاد هذا المصير المؤلم عن جميلة بوحيرد، فقد انهالت الكثير من الرسائل والبطاقات على السكرتير العام للأمم المتحدة آنذاك «داج همرشولد» وكانت تلك البطاقات تأتي من كل مكان من العالم وكانت تحتوي على كلمات بسيطة فقط «أنقذ جميلة». وقاد محامي جميلة الفرنسي جاك فرجيس حملة إعلامية لتعريف العالم، بقضية المناضلة الجزائرية وأتيحت من خلال هذه القضية فرصة عظيمة تؤهله للحصول على قضايا مماثلة فقد اكتسب من خلال حملته شهرة عالمية وخاصة أنه كان يؤمن بقضية بوحيرد وأنها كانت تحاكم أمام محكمة غير عادلة وجائرة وكل ما أرادته فقط أن تعدم جميلة بوحيرد لتسكت من خلالها أفواه المناضلين الذين يتجرأون على طلب الحرية والاستقلال لوطنهم، لكن يرجيس كان يؤمن بعدالة قضيتها وبحقها في الحصول على محاكمة عادلة. وكانت نتيجة الحملة إطلاع العالم على ما يحدث من تعذيب في السجون الجزائرية للمناضلين والتعذيب الوحشي الذي لا يتحمله إنسان والذي تعرضت له جميلة من قبل قوات الاحتلال الفرنسية داخل السجن وأيضا عدم حصولها على تحقيقات ومحاكمة فقد ثار المحامون العرب والشعوب العربية والعالم مطالبين بمحاكمة عادلة لجميلة وتم إرسال برقيات للحكومة الفرنسية مباشرة للمطالبة بحق بوحيرد في محاكمة عادلة، وكان نتيجة ذلك الضغط الكبير الذي مارسه الرأي العام العالمي تأييدا للبطلة والمناضلة جميلة أثرا حاسما في إجبار الفرنسيين على تأجيل تنفيذ الحكم بإعدامها. العفو عن جميلة وفي العام 1958 نقلت بوحيرد إلى سجن «ريمس» وتمر الأيام قليلة ويتقهقر الاستعمار الفرنسي، وبشكل غير متوقع يعلن السفاح «لاكوست» أنه طلب من رئيس جمهورية فرنسا وقتئذ العفو عن جميلة وفي تبجح كان يقول «ما من امرأة أعدمت على أرض فرنسا منذ خمسين عاما» وقد كانت جميلة بالرغم من ذلك على بعد بضع خطوات من حتفها. تعمدت سلطات الاحتلال الفرنسي إخفاء موعد إعدام جميلة بوحيرد وتواطأت معهم وكالات الأنباء الاستعمارية لكن إرادة الشعوب كانت أقوى من ذلك التواطؤ وكانت فوق إرادة الظلم والاستعمار، وبالفعل لم يتم إعدام جميلة بوحيرد، تبعا لحكم المحكمة الظالمة، فقد تم تخفيف حكم الإعدام إلى الأشغال الشاقة، بينما استمر التعذيب داخل السجون وبقيت جميلة في السجن لمدة 5 سنوات. وعلى الصعيد السياسي فقد تعرض الجانبان الجزائري والفرنسي لخسائر بشرية فادحة، وفي مايو العام 1962 وقّعت الجزائر وفرنسا اتفاقيات «إيفيان» وإعلان استقلال الجزائر ومع تقدم سير المفاوضات تم إطلاق سراح الأسرى الجزائريين تدريجيا وكان من ضمن هؤلاء المناضلة جميلة بوحيرد التي قضت في السجن حوالى «5» سنوات نظمت خلالها أشعار من الجزائر ودول المغرب تمجد بوحيرد التي كافحت وتحملت الظلم والهوان في سبيل قضيتها العادلة وهي استقلال وطنها الغالي الجزائر. وكان من بين الشعر الذي يتردد كثيرا «الاسم جميلة بوحيرد... رقم الزنزانة... تسعون... في السجن الحربي بوهران... العمر اثنان وعشرون... عينان كقنديلي معبد... والشعر العربي الأسود... كالصيف... كشلال الأحزان... إبريق للماء وسجان... ويد تضم القرآن... وامرأة في ضوء الصبح... تسترجع في مثل البوح... آيات محزنة الأرنان... من سورة مريم والفتح... الاسم جميلة بوحيرد... أجمل أغنية في المغرب... أطول نخلة... لمحتها واحات المغرب. أجمل طفلة أتعبت الشمس ولم تتعب... يا ربي. هل تحت الكوكب يوجد إنسان يرضى أن يأكل... أن يشرب من لحم مجاهدة تصلب؟». وعندما أُطلق سراح جميلة وبعد عدة أشهر فقط تزوجت من محاميها «جاك فرجيس» الذي ولد في العام 1925 من أب فرنسي من جزيرة «لاريونيون» إحدى ممتلكات فرنسا فيما وراء البحار وأم فيتنامية وقام فرجيس بالدفاع عنها عندما تخلى عنها الكثيرون وساند القضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي. وبعد الاستقلال تولت جميلة رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال في سبيل كل قرار وإجراء تتخذه بسبب خلافها مع الرئيس آنذاك «أحمد بن بلّة». وقبل مرور عامين رأت أنها لم تعد قادرة على احتمال المزيد من الخلافات فاستقالت وتركت الساحة السياسية، وهي لاتزال تعيش في العاصمة الفرنسية حتى الآن لكنها متوارية عن الأنظار، والمرات القليلة التي ظهرت فيها أمام الناس أثبتت أن العالم لايزال يعتبرها رمزا للتحرر الوطني.