هل تعلم عزيزي القارئ أن ثلث قضايا جرائم القتل في الولايات المتحدة وحدها تبقى عالقة بدون حل، وهذا هو نوع القضايا الذي يجعل الخوف يدب في الكثيرين لدى معرفتهم أن قاتلين متوحشين مازالوا يجوبون الشوارع والمدن أحرارا، ومن يدري من قد تكون ضحاياهم التالية؟ ابتداء من قضية «الصبي داخل الصندوق» وصولا إلى الغموض المحيط بالغرفة رقم 1046، جمعنا لكم في مقالنا هذا ستة من أبشع قضايا القتل التي لم تعرف لها السلطات حلا، والتي ستجعلك لدى قراءتها تفكر مليا في طبيعة البشر: 1. قضية «الصبي داخل الصندوق»: في الثالث والعشرين من شهر فبراير سنة 1957، كان مواطن أمريكي يتفقد أفخاخ فئران المسك التي نصبها في الغابة خارج بلدة (فوكس تشايس) في ولاية (فيلاديلفيا) في الولايات المتحدة، عندما عثر على صندوق داخله تقبع جثة طفل صغير، ولعلمه بأن أفخاخ فئران المسك التي نصبها كانت عملا غير قانوني، قرر هذا الرجل أن لا يبلغ عن الجريمة حتى لا يقع في ورطة. بعد يومين من ذلك التاريخ، كان أحد الطلبة الجامعيين يدعى (فريديريك بينوسيس) يتجسس على الفتيات في ثانوية (غوود شيبرد) عندما عثر هو الآخر على الجثة، وتردد (بينوسيس) كذلك في التبليغ عما رآه، لأنه هو الآخر كان يخرق القانون بتجسسه على الفتيات، لكنه بعد يوم فقط من التفكير الملي اتصل بالشرطة وبلغ عن الجثة في الغابة. كانت الجثة التي عثرت عليها الشرطة تعود لطفل حديث السن أصبح يعرف فيما بعد باسم «الصبي في الصندوق» أو «طفل أمريكيا المجهول»، وكانت جثة مجردة تماما من أية ملابس، وكانت يدي الطفل وقدميه متجعدتين كما لو أنه تم إغراقه في الماء قبل موته، وأظهرت التحاليل اللاحقة أن مريئه احتوى على مادة داكنة مما يفيد بأنه قد يكون تقيأ قبل موته بلحظات، وكان سبب موته المحتمل هو ضربات عنيفة متعددة تلقاها على مستوى الرأس. وبشكل مثير للحيرة، لم يتقدم أي أحد لتحديد هوية الطفل أو ادعاء معرفته به، على الرغم من أن القضية جذبت اهتمام وسائل الإعلام بشكل كبير، ولم يبق أحد في الولايات المتحدة لم يسمع بقصتها. بعد قرابة نصف قرن عن العثور على الجثة، تم إحراز بعض التقدم في فك لغز القضية في سنة 2002 عندما اتصلت طبيبة نفسية بالسلطات قائلة بأن بحوزتها معلومات عن قضية «طفل أمريكا المجهول»، وقالت الطبيبة النفسية بأن إحدى مريضاتها التي تدعى (ماري) اعترفت لها بأن والديها ”اشتريا“ صبيا صغيرا واستغلاه لأغراض جنسية، وهو نفسه «طفل أمريكا المفقود». وفقا للمريضة (ماري)، كانت والدتها تستحم مع الصبي عندما تقيأ فجأة، ولغضبها الشديد بدأت تضربه بقسوة إلى أن مات، ادعت (ماري) كذلك أنها رافقت والدتها إلى الشمال الشرقي للمنطقة الغابية في (فيلاديلفيا) حيث قامتا بلف جثة الطفل في قطعة قماش، ثم وضعتاه في صندوق وتركتاه هناك. اقتنع المحققون أن أقوال (ماري) كانت حقيقية حتى على الرغم من معرفتهم بأنها لم تكن مستقرة نفسيا وعقليا، غير أنهم لم يتمكنوا من التواصل معها بشكل مباشر، ذلك أنها بدا وكأنها فرت من البلد بعد أن قرأت اسمها على الكثير من الصحف ووسائل الإعلام بعد انتشار قصتها، ولم يعثر عليها أحد أبدا بعد ذلك، ومنه أُغلقت قضية «طفل أمريكا المجهول» مرة أخرى إلى يومنا هذا. 2. قضية زهرة الأضاليا السوداء: في الخامس عشر من شهر يناير سنة 1947، تم العثور على جثة امرأة مقطعة الأوصال في قطعة أرض مهجورة في منطقة (ليمارك بارك) في (لوس أنجلوس) في الولايات المتحدة، ولشدة بشاعة المظهر اعتقدت المرأة التي اكتشفت الجثة أول مرة أنها أمام دمية عرض ملابس مفككة، فقد كانت الجثة خالية من أي قطرة دم، وكانت تبدو وكأنها قد تم غسلها، وكان على وجهها جرح غائر يمتد من الفم إلى الأذنين. تم وضع الأطراف السفلية والعلوية للجسم على بعد ثلاثين سنتمتر عن بعضها البعض، ووضعت اليدان فوق الرأس، والسيقان منفرجة، واجتثت الأمعاء ووضعت تحت الفخذين. جاءت السلطات وطوقت ساحة الجريمة، ثم تعرفت على صاحبة الجثة فيما بعد على أنها شابة تبلغ من العمر 22 سنة فقط تدعى (إليزابيث شورت)، وكانت ممثلة اشتهرت باسم ”الأضاليا السوداء“ التي كانت تواعد عميل مبيعات محلي متزوج. بعد ستة أيام فقط على اكتشاف الجثة، وفي الواحد والعشرين من شهر يناير، تلقى رئيس تحرير جريدة «لوس أنجلوس إكزامينر» وهو (جايمس ريتشاردسون) اتصالا مجهول الهوية أخبره فيه المتصل بأن يتوقع تلقي مجموعة من ”الذكريات“. في الـ24 من نفس الشهر، عثر أحد العاملين في خدمة البريد في الولايات المتحدة على ظرف بريدي غامض، كان مدونا على الظرف عنوان جريدة «لوس أنجلوس إكزامينر» وبعض عناوين الجرائد الأخرى في (لوس أنجيلوس)، واحتوى الظرف بعد فتحه على شهادة ميلاد الضحية (شورت)، وصورها، وبعض ممتلكاتها الشخصية. في الـ26 من شهر يناير وصلت رسالة أخرى ورد فيها: ”إليكم الحقيقة، سأسلم نفسي في يوم الأربعاء الـ29 من شهر يناير على الساعة الـ10 صباحا، لقد نلت كفايتي من الاستهزاء برجال الشرطة، منتقم الأضاليا السوداء“، وتضمنت الرسالة كذلك الموقع الذي ادعى فيه القاتل المزعوم أنه سيسلم نفسه فيه. انتظرت قوات الشرطة مطولا أن يظهر هذا الشخص المجهول في الموقع المحدد، لكن لخيبة أملهم، يبدو أنه كان يعبث بهم، وفي نفس اليوم وصلت ملاحظة أخرى تقول: ”لقد غيرت رأيي، لقد كان قتل الأضاليا السوداء مبررا“. على مر السنوات، قامت الشرطة باستجواب عدد لامتناهي من المشتبه فيهم في قتل الآنسة (إليزابيث شورت)، غير أنه إلى يومنا هذا، لم يكتشف قاتلها الحقيقي ولم يقبض عليه، وتبقى قضيتها واحدة من أكثر القضايا الغامضة في تاريخ الجرائم في الولايات المتحدة الأمريكية. 3. قضية جريمتيّ «صندوق الثلج»: في الـ23 من شهر يونيو سنة 1965، قامت دورية شرطة (هيوستن) بزيارة دورية روتينية لمنزل زوجين مسنين هما (فريد) و(إدوينا روجرز)، ولمفاجأتهم، كان المنزل فارغا فهموا بالمغادرة حين قرر أحدهم إلقاء نظرة داخل الثلاجة. يذكر (تشارلز بولوك) أحد رجال الدورية الذي كان حاضرا يومها ما عثروا عليه فيما يلي: ”فتحت الثلاجة ولم أر شيئا غير الكثير من اللحم المكدس، علق شريكي الذي كان واقفا بالقرب مني على أن الأمر يبدو وكأن أحدهم ذبح خنزيرا، ولم نكن نعلم أنها جثث بشرية مقطعة إلا حين كنا بصدد غلق باب الثلاجة حيث لاحظنا الرأس في أسفل صندوق الخضروات“. بعد إجراء رجال الشرطة للتحقيقات، اكتشفوا أن (فريد) و(إدوينا) قتلا قبل أسبوع كامل من اكتشاف جثتيهما ووضعا بعدها في الثلاجة، وبينت التقارير أن الزوجة (إدوينا) تعرضت للضرب المبرح قبل أن يطلق عليها النار، بينما تعرض رأس (فريد) للسحق، وعُثر على أحشائه لاحقا في قنوات مرحاض المنزل. لم يُقبض أبدا على مرتكب هذه الجريمة الشنعاء، لكن المشتبه فيه الأول والرئيس كان ويبقى ابن الزوجين البكر وهو (تشارلز) الذي كان يبلغ من العمر ثلاثة وأربعون سنة آنذاك، ولم يعثر عليه أحد على الإطلاق بهدف إحضاره للإستجواب ذلك أنه اختفى دون أثر. غير أن شخصين من (هيوستن) أعلنا مؤخرا عن كونها قد فكا أخيرا لغز قضية (جريمتي صندوق الثلج)، وهما الزوجان (هيو) و(مارثا غاردينيي). وفقا للزوجين (غاردينيي)، كان (تشارلز) الذي يشغل وظيفة خبير جيوفيزيائي، يتعرض للإساءة والتعسف على المستوى العاطفي والجسدي من قبل والديه منذ حداثة سنه، كما أنهما -أي والداه- أصبحا يعيشان في منزل تعود ملكيته له، وكانا كثيرا ما يستغلان موارده المالية واسمه كذلك في الحصول على قروض واقتناء مختلف الأغراض الخاصة، ومنه يفترض الزوجان (غاردينيي) أنه سئم من سوء المعاملة هذه، وملّ من هذا الاستغلال وعليه عمد إلى قتلهما والتخلص منهما بصفة نهائية. بعد أن اقترف جريمته، يفترض الزوجان (غارديني) كذلك أنه يكون قد فر إلى المكسيك، ثم إلى مناطق أخرى غير معلومة في جنوب أمريكا ليعيش هناك. 4. لغز الغرفة رقم 1046: في الثاني من شهر يناير سنة 1935، حجز رجل الغرفة رقم 1046 في فندق (بريزيدينت) President في مدينة (كانساس)، وكان الاسم الذي استعمله في الحجز وفقا لسجل الحجوزات في الفندق هو (رونالد أوين)، واستعمل عنوان منزل في مدينة (لوس أنجيلوس) على أنه مكان إقامته. كان شعره بني اللون وكان يحمل ندبة أفقية على فروة رأسه، ولم يكن (دونالد أوين) يحمل معه أية أمتعة تذكر عدا مشط، ومعجون أسنان. في نفس اليوم الذي دخل فيه (أوين) غرفته، عرجت عليها إحدى عاملات التنظيف من أجل إجراء بعض عمليات التنظيف الروتينية وتغيير المناشف، وخلال ذلك تروي بأنها لدى دخولها الغرفة بدا لها (أوين) وكأنه كان مرتعبا من أمر ما، كما كانت شراشف الغرفة مغلقة بإحكام، ولم يكن هناك أي مصدر ضوء داخل الغرفة عدا مصباح صغير. بعد انتهائها من تنظيف الغرفة، طلب (أوين) من عاملة التنظيف أن تترك بابها مفتوحا لأنه كان يتوقع وصول صديق له، وبعد عودتها لاحقا لتغيير المناشف داخل الغرفة، وجدت ملاحظة داخل الخزانة مكتوب عليها: ”(دون)، سأعود في غضون خمسة عشر دقيقة، انتظرني“. في صبيحة اليوم الموالي، عادت نفس عاملة التنظيف إلى الغرفة 1046 لتجدها مغلقة من الخارج، لذا افترضت أن (أوين) كان قد غادرها، لكنها تفاجأت عندما وجدته في الداخل عندما دخلتها، مما يعني أن أحدهم عرج عليه في وقت سابق واحتجزه داخلها. وتماما مثل الليلة السابقة، كان (أوين) جالسا في زاوية الغرفة في الظلام الدامس، ثم رن الهاتف فأجاب (أوين) قائلا: ”لا يا (دون) أنا لا أرغب في الأكل، فأنا لست جائعا، لقد تناولت فطوري للتو“. في نفس اليوم، قال أحد سائقي الأجرة يدعى (روبرت لاين) أنه أقلَّ رجلا بالقرب من فندق (بريزيدينت)، وعلى ما يبدو كان هذا الرجل الغريب قد أخبر السائق بأنه سيقوم بقتل أحدهم غدا، وفي وقت لاحق، حدد سائق الأجرة (لاين) هوية الشخص الذي أقله بأنه (أوين). في تلك الليلة، ولدى عودة عاملة التنظيف إلى الغرفة رقم 1046 لإجراء عملها الروتيني المعتاد وتغيير المناشف، أفزعها صوت رجل فظ صاح فيها بأن ترحل على الفور، وفي صباح اليوم الموالي لاحظ عمال الفندق أن سماعة الهاتف الموجود في الغرفة 1046 لم تكن موضوعة بشكل ملائم في مكانها مما جعل الخط يظل مشغولا، فأُرسل على إثر ذلك أحد العاملين من أجل إلقاء نظرة والتحقق من الوضع، وهناك عثر على (أوين) مستلقيا في بركة من دمائه. لقد كان من الواضح جدا أن (أوين) تعرض للتعذيب، وعندما سألته الشرطة عمن فعل به هذا، كان جوابه: ”لا أحد، كانت جروحي هذه نتيجة سقوطي في حوض الاستحمام“، وبشكل غامض كانت ملابسه مفقودة كذلك. عندما تحققت الشرطة من هوية (رونالد أوين)، اكتشفت أنه لم يكن لهذه الشخصية وجود، وبعدها بقليل توفي (أوين)، الذي أصبح يعرف فيما بعد باسم (جون دو)، متأثرا بجراحه تلك التي أصيب بها في المستشفى ودفن في مقبرة مجهولي الهوية والغرباء. غير أن أحدهم أجرى اتصالا غامضا طلب فيه من السلطات المعنية تأجيل عملية الدفن حتى يرسل الأموال الكافية لعملية دفن لائقة، ثم تلت أموال الدفن تلك باقة ورود تتألف من ثلاثة عشر زهرة مع ملاحظة مكتوب عليها: ”من (لويز) مع حبي لك“. في سنة 1936، قرأت امرأة حول قصة (أوين) الغريبة وبدى لها أنه يشبه كثيرا أحد أبناء صديقتها الذي كان مفقودا منذ مدة، والذي عرف باسم (أرتيموس أوغليتري)، أكدت والدة الشاب المفقود على أن صورة الرجل من الغرفة رقم 1046 كانت تعود لابنها المفقود والسابق ذكره، لكن الشرطة لم يكن بإمكانها إحراز أي تقدم في القضية بعد ذلك. لم تعثر الشرطة أبدا على (دون) الغامض الذي كان يتصل به على غرفة الفندق، كما لم تعثر على أي أثر أو دليل يقودها إلى المرأة الغامضة (لويز) التي مولت عملية الدفن وأرسلت باقة الورود. 5. قضية جريمة قتل (هول) و(ميلز) الغامضة: في السادس عشر من شهر سبتمبر سنة 1922، خرج مراهقان عاشقان في نزهة في التلال المتاخمة لمدينة (نيو برونسويك)، وأثناء نزهتهما تلك عثرا على جثتي رجل وامرأة ملقيتين تحت شجرة تفاح، وكان الرجل قد تعرض لإطلاق النار مرتين، والمرأة ثلاثة مرات. تم وضع الجثتين بطريقة مرتبة: فكانت كلا أقدامهما تشير إلى شجرة التفاح، وكانت يد الرجل حول عنق المرأة ويدها موضوعة فوق ركبته، وضعت قبعة فوق رأس الرجل مخفية وجهه، كما لُفَّ وشاح حول عنق المرأة، واكتشف لاحقا أن لسان المرأة كان قد قطع، كما وجدت الكثير من رسائل الحب ممزقة ومبعثرة حول الجثتين. كان الضحية الرجل هو الكاهن (إدوارد ويلر هول) وكانت المرأة الضحية هي (إليونور راينهارت ميلز)، واكتشف لاحقا أن الاثنين كانا يتواعدان على الرغم من كونهما متزوجين من أشخاص آخرين، كما كانت علاقتهما الغرامية تلك معقدة جدا لكون السيدة (ميلز) زوجة حاجب الكنيسة التي يعمل بها (هول)، وكان هو زوج امرأة ثرية تدعى (فرانسيس ستيفن هول)، وهي التي بقيت في نظر السلطات المشتبه فيها الرئيس في جريمة القتل المزدوجة هذه. وصل الكثير من الأشخاص من ”صائدي التذكارات“ إلى ساحة الجريمة قبل رجال الشرطة مما تسبب في تلويثها وصعب الأمر على الشرطة التي لم تجد أي دليل قوي تبدأ من خلاله تحقيقها، إلى أن قررت امرأة تدعى (جاين غيبسون) التي اشتهرت بلقب (امرأة الخنازير) أن تتقدم إلى الشرطة وتدلي بشهادتها، وكانت هذه المرأة تملك مزرعة لتربية الخنازير بالقرب من ساحة وقوع الجريمة. وفقا لـ(جاين)، في ليلة الرابع عشر من شهر سبتمبر، رأت أربعة أشخاص: رجلان وامرأتان في حقل الذرة خاصتها، ثم سمعت امرأة تصرخ قائلة: ”اشرح لي ماهية هذه الرسائل“، ثم سمعت صوت طلقات نارية ثم صوت امرأة أخرى تصرخ ”هينري!“. أُغلقت القضية ولم توجه أية تهم لأي أحد، لكن بعد أربعة سنوات من الحادثة، اعترفت إحدى الخادمات التي كانت تعمل لدى آل (هول) بأن الكاهن كان يرغب في إبطال زواجه من (فرانسيس) وأن يرتبط بعدها بالسيدة (ميلز). استدعيت (امرأة الخنازير) مرة أخرى للإدلاء بشهادتها لكن شهادتها هذه المرة اعتبرت غير دقيقة ولاغية، حيث ظلت والدتها التي كانت جالسة في الصف الأول في قاعة المحكمة تصرخ ”كاذبة! كاذبة!“ طوال فترة إدلائها بشهادتها مما أضر بشهادتها ومصداقيتها، وتمت بعدها تبرئة ساحة شقيقي السيدة (هول) وهما (هينري) و(ويليام) من التهم التي كانت موجهة ضدهما بقتل الضحيتين. 6. (تشارلز مورغان) والـ”عينان الخضراوتان“: كان (تشارلز مورغان) وكيل ضمان ناجح جدا يعيش في (تيكسون)، وكان قد غادر منزله في يوم 22 مارس سنة 1977، لكنه لم يعد إلا بعد ثلاثة أيام كاملة، ولدى عودته لم يكن باستطاعته الكلام على الإطلاق لأنه، مثلما شرح لزوجته القلقة جدا، كان قد تعرض للتسميم على مستوى الحلق بواسطة عقار مهلوس قوي كفاية ليقتله أو يجعله يصاب بالجنون، كما اعترف لها بأنه كان يعمل كذلك وكيلا لإدارة المالية في الحكومة الأمريكية. استغرق الأمر أسبوعا كاملا من (مورغان) ليتعافى، لكنه بعد شهرين فقط من اختفائه الأول، اختفى مجددا، وبعد تسعة أيام تلقت زوجته اتصالا غامضا من امرأة مجهولة أخبرتها خلاله: ”إن (تشارلز) بخير، (إكليسياستيكس) 12، 1 خلال 8 ساعات“. بعد مضي يومين، اكتشفت جثة (مورغان) في الصحراء، وكان قد تعرض لطلق ناري في خلفية رأسه، وكان سلاح الجريمة هو مسدسه الشخصي، وفقا لمكتب (الشيريف) في المنطقة كان موت (مورغان) عملية انتحار، لكنه إن كان كذلك، فما الذي يفسر كونه كان يرتدي درعا واقيا للرصاص؟ ولماذا كان يحمل معه خنجرا وقراب مسدس إضافي في حزامه؟ وجدت كذلك داخل سيارة (مورغان) التي كانت مركونة بالقرب من ساحة الجريمة بعض الأغراض الغريبة التي زادت القضية تعقيدا وغموضا، من بينهما الكثير من الأسلحة والذخيرة، وجهاز إرسال واستقبال راديو، وإحدى أسنانه ملفوفة في منديل، بالإضافة إلى ذلك عُثر على ورقة نقدية من فئة 2 دولار ملصوقة على سرواله التحتي، التي كان مدونا عليها قائمة بأسماء إسبانية وخريطة للمنطقة. بعد يومين من اكتشاف جثة (مورغان)، اتصلت امرأة لم تفصح عن هويتها الحقيقية بمركز (شيريف) منطقة (بيما)، وأشارت إلى نفسها على أنها ”العيون الخضراء“، واعترفت بأنها هي الشخص المجهول الذي اتصل في وقت سابق بزوجة (مورغان)، وقالت بأنه قبل مقتل (مورغان) كانت قد التقت به في نزل محلي حيث كان قد أراها حقيبة يد مملوءة بالأموال النقدية، وكان يبدو أن أحدهم وضع قاتلا مأجورا على أعقابه لكنه بطريقة ما توصل مع هذا القاتل المأجور إلى تسوية من أجل الإبقاء على حياته. لم تتمكن الشرطة في هذه القضية الغامضة حتى من تحديد مشتبه فيهم للتحقيق معهم، لكن يعتقد أن تكون المافيا متورطة في الأمر لأنه يفترض كذلك أن (مورغان) كان يجري لصالحها بعض أعمال المحاسبة والضمان، لكنه كان في وقت حديث قد أدلى بشهادة خلال تحقيق أجرته الحكومة في نشاطات نفس المنظمة الإجرامية، ومنه تبقى جريمة قتل (مورغان) واحدة من أكثر قضايا القتل المحيرة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.